قال تعالى
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) النحل-18
ومن نعمه تعالى: ( نعمتان, مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ) رواه البخاري, وانما الوقت هو الحياة, ورأس مالك الحقيقي.
أخي المؤمن! أتحب أن تعرف قيمة الوقت؟؟
فاقرأ في كتاب ربك تعالى, تجد أنه قد اقسم كثيراً بمفردات الوقت فقال:
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى "1" وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى "2" ) ]الليل[ ( وَالْفَجْرِ "1" ولَيَاَل عَشْر "2" ) ]الفجر[ ( وَالضُّحَى ), ( والعصر), فهل تراه سبحانه أقسم بالوقت كل ذلك إلا لأهميته.
أخي! إن الوقت حياتك, وعمرك, فإنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك, وكلما مر الزمان أوشكت أن تذهب كلك.
فاجتهد أيها المؤمن, ولا تكن من المفاليس (( فالدنيا ثلاثة أيام, أما الأمس فقد ذهب بما فيه, وأما غداً فلعلك لا تدركه, وأما اليوم فلك فاعمل فيه ))
و
(إياك والتسويف والتواكل فإنك بيومك ولست بغدك).
ولا تكن كهؤلاء الذين ضيعوا أوقاتهم ثم يبكون ويتحسرون إذا خسروا مالاً, وهو إن ضاع ممكن تعويضه.
هل توافق أن تمد يدك في خزانة أموالك فتلقي بكل ما تملكه في النار؟
وقد قال عنها علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (( إرتحلت الدنيا مدبرة, وارتحلت الآخرة مقبلة, ولكل واحدة منهما بنون, فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا, فإن اليوم عمل ولا حساب, وغداً حساب ولا عمل )) ]رواه البخاري[, قبل فوات الأوان فـ " احرص على ماينفعك )) ]رواه مسلم[.
فاحذر أيها المؤمن أن يهرب عمرك من بين يديك سريعاً فلا تمسك منه إلا بغبار قطاره وكتاب حسرات, فإن العمر سريع الانقضاء, وإذا مر لا يعود.
قال: صلى الله عليه وسلم: (( لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيم أفناه, وعن شبابه فيم أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه, وعن عمله )) ] رواه الترمذي وحسنه الألباني[, فما أعظم تلك الأمانة, وما أعلم السائل, وما أكثر الشهود, فانظر كيف ستجيب, أتكون ممن استعملوا أوقاتهم في سبيل العُلا, أم ممن ضيعها في الدنايا فتدنى والعياذ بالله؟؟؟
فكر كما شئت ثم أجب.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.