يكثر
الحديث في هذه الايام عن شهر رمضان المبارك ولما له من قيمه واهمية كبيرة
ولما فيه من الخير والفضل والبركات الكثير الكثير واود في عجالة ان ابين
ما نحن بحاجة اليه فعلا في هذا الشهر الفضيل علاوة على ما ذكر في اغلب
المقالات والنشرات والنصائح .
تنفق
جميعا على ان الانسان خلق للعبادة وقد كرّمه الله عزوجل واعطاه الرساله
وحمّله الامانه واوجب عليه السؤولية وسخر له الكون ليعمره ويجدد مافيه
ولكن الانسان بعجلته وضعفه ضيّع الكثير وابتعد عن الطريق وهام على وجهه في
بحر الظلمات بحثا عن الاهواء والرغبات والشهوات والتسليه ظنا منه انه على
الطريق الصحيح وانه سيحقق الغاية المنشودة ويصل الى مايصبو اليه، ولكن
هيهات هيهات ان تكون في الحياة سعاده او راحة الا بصفاء القلوب وطهارة
النفوس وازالة ما علق بها من اثام ومعاصي ومنكرات وهذا ليس فقط في شهر
الخير والعباده فكل الحياة عباده والوقت كله بركه اذا استغل بذكر الله
وعبادتة علينا ان نعرف الله حق معرفته ونكون له كما ارادنا ليكون لنا كما
نريد .
فلنفتح
القلوب ونخلصها من اقفالها ونزيل ما عليها من ران وصدا ولنستخدم المفاتيح
المناسبه وهى الصلاة والذكر والقرأن العظيم لننور العيون بقرأته ونجلي
الصدور بفهم معانية واخذ عبرته، فلنصافح النفس بيد الخير والتوبه
والاعراض عن الجاهلين، فلنقف برهة مع اعمالنا السابقة ولنعلم ان الموت
قادم لا محاله وانه لا ينتظر رمضان حتى ياتي او يعود، ولنوقف كل شرّ او
معصية ولنعفو عن الناس ليعفوا عنا، ولنرد المظالم الى اهلها ليرد الينا
حقنا.
ان
التوبة متاحة ولكن بشروطها واهمها الاقلاع عن الذنوب وعدم العوده لما مضى
وعدم الاصرار على التكرار، والترك لا يكون في رمضان فقط لاني اسمع
الكثيرين يتحدثون عن مخططاتهم لما بعد رمضان ليعودوا كمان كانو قبلة وكأن
رمضان جاء ليعطل حياتهم ويجمد نشاطهم وهو على العكس يجدد الحياة وبجمّلها
ويعطيها المعنى الصحيح ،هو فرصه للوقوف والانظلاق من جديد بعزم وهمّة
ونشاط فالطريق الى جنات الخلود طويل وثمنه غال ويحتاج الى همّة عاليه وصبر
طويل وقلوب خاشعه ونفوس مطمئنّة ونقاء سريرة ووجوة بشوشة صادقة مع الجميع .
رمضان
شهر الرحمة من الله فلنرحم نحن البشر انفسنا ولنرحم بعضنا البعض ولا
نتقاتل على دنيا زائله فلنترك الشحناء على ابسط الامور ولننسى ما نلهث
وراءه من شهوات واهواء لا قيمة لها،فلننفض غبار الوهم عن قلوبنا ونمسح
الهمّ الدنيوي عن حياتنا ولنذكر من قد مضى قبلنا ،ليكونو عبره لمستقبلنا
الذي ابقاه الله لنا ،ولنكن من العقلاء في احكامنا ومعاملاتنا ،ولننظر الى
قبورنا والتى هي صناديق لاعملنا، ولنعرف ماذا اعددنا لها وما سيكون فيها
حالنا، جنة وفسحة ونعيم ام نار وعذاب وجحيم؟
واحسرتاه
على كل نفس ابت الطاعة للحق وابت الهداية للصواب ،وغرها الامل وطول الامد
واتخذت من التسويف منهجا لها واستخدمت الخداع والنفاق في معاملاتها وخسرت
الدنيا قبل الاخره ، بالطمع والغرور وقساوة القلوب، واصبح همّها جمع
المال وارضاء الذات وقضاء وقت المتعه واللهو، ونسيت ان هناك من يكتب ويدون
وستسال كل نفس عما كسبت لانها به رهينه وهناك موت قادم ليهدم اللذات
وستوزن الاعمال بخيرها وشرها وتختلف الموازين عما في حيانتا الدنيا والوزن
يومئذ لله .
ايها
الانسان اقهر النفس الامّارة بالسوء وجاهد النفس اللوّامه.واجعل نفسك
باذن الله مطمئنّه راضية، واكسب الرهان باعمالك وتوبتك وعاهد الله ان
لاتعود الى ماكنت عليه من خطاء فيما مضى، قبل رمضان وبعد رمضان، فما رمضان
الا محطه عظيمه من محطات حيانتا الكثيره فلا نتوقف عندها ،بل نتابع المسير
من خلالها ولنترك الهدر في اوقانتا وايامنا ولنسجد لله ربنا في كل وقت
ومكان قسمه الله لنا ولنبذل الاموال في وجوه زكاتها ولنعطيها صدقه نطهر
بها انفسنا ونحمي بها اجسادنا ونحفظ بها ابنائنا وعائلتنا ولنجعلها نوراً
لقبورنا ولنبتعد عن ما يعكر صفو حيانتا من خلاعه ومجون وسهر وضياع
وضلال،فلناحذ من فراعنا لشغلنا ومن صحتنا لسقمنا ومن شبابنا لهرمنا
،فلنجعل من الدعاء وردا لنا ولذكر الله نصيب في ايامنا، ولنقم الليل نبتهل
لربنا ونساله ان يعطنا هداية وعافيه في ابداننا ومن كل الذنوب والعيوب
يخلصنا، وان يدخلنا الجنه وعن النار يبعدنا ولنعطي للعالم من حولنا صوره
حقيقة غن ديننا واسلامنا وان الله لايقبل غيره مما يبتغيه غيرنا فوالله
اني احمد الله على مااعطاة لنا بنعمه الاسلام والقران وبمحمد حبيبنا
ونبينا وعليه من الله صلاه وسلام لما قدمه لنا .
اخاطب
نفسي واياكم ان ندعو الله الكريم الحليم المجيب القريب الواهب الرازق
الرحمن الرحيم ان يميتنا وهو راض عنا وان يختم بالصالحات اعمالنتا وان
يهدي امتنا بشبابها وشيبها ونساءها واطفالها وان يعيد علينا شهر الخير هذا
ايام عديده وازمنه مديده وان يحفظنا من كل شر ويهدينا لكل بر ،واخير
فلنصافح انفسنا ونفتح قلوبنا لنكون من الفائزين بأذن الله ولنكن من اهل
شهر رمضان بحق