في مؤتمر ناقش تزايد نشاطها بشكل لافت
خبراء: تحركات إيران بالقرن الإفريقي تهدد مصر والسعودية واليمن
|
|
|
صورة أرشيفية لجنود إيرانيين | |
القاهرة - مصطفى سليمان
أكدت
توصيات مؤتمر "التحركات الإيرانية في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي" والذى
عقد الأربعاء 21-10-2009 بمقر المركز الدولي للدراسات السياسية
والمستقبلية بالقاهرة، على ضرورة الوقوف بموضوعية وصراحة لتحديد وفهم
أبعاد التحركات الايرانية في شرق إفريقيا والقرن الافريقي والتي زادت في
الآونة الأخيرة لإيجاد الوسيلة الأنسب للتعامل مع هذه التحركات.
وطالب المؤتمر الذي حضره نخبة من الخبراء والمتخصصين على أهمية الحؤول دون
تمكين إيران من توسيع مناطق نفوذها ومصالحها في المنطقة، حيث يؤثر ذلك
بالسلب على مصالح الدول القريبة من منطقة القرن الإفريقي وعلى رأسها مصر
والسعودية واليمن من ناحية، ودول الخليج من ناحية أخرى.
ودعا المؤتمر إلى زيادة الوجود العربي والإسلامي وعدم ترك الساحة فارغة
أمام إيران فقط. وطالب المؤتمر في ختام توصياته بتفعيل معاهدة الجماعة
الاقتصادية الإفريقية وتعزيز العمل من خلال مبادرة "نيباد" للأمن والسلم
للحكم السياسي الرشيد والحكم الاقتصادي، مع تنظيم دور قطاعات الأعمال
وغيرها من المؤسسات والمبادرات بشكل يسمح بالحد من تعاظم الدور الإيراني
في منطقة القرن الإفريقي.
|
التأثير على المصالح المصرية وقال اللواء أحمد فخر رئيس المركز الدولي للدراسات السياسية والمستقبلية "إن التحركات الإيرانية تفرض تحديات على مصر وعلى دول المنطقة حيث أن إفريقيا هي عمق استراتيجي لمصر يمتلئ بالمصالح الوطنية المصرية، وعلى مصر أن تواجه تحديات التحركات الإيرانية، حيث أنها لا تستهدف فقط زيادة نفوذها في القارة، ولكن التأثير على المصالح المصرية في قارة إفريقيا، وخاصة ما يحدث في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي باعتبارها دولة مطلة على البحر الأحمر ودولة ذات مصالح مائية مع دول منابع النيل، بالإضافة إلى ما تتم إثارته من اضطرابات وقلاقل تهدد استقرار دول ذات علاقة أمنية مشتركة مثل الصومال واليمن والسودان وغيرها".
وأكد اللواء أحمد فخر "أن مثل هذا الأمر يمثل تحدياً مباشرا للمصالح المصرية والعربية والأمن الاقليمي عامة، لذلك فإننا نسعى إلى الوقوف بموضوعية وصراحة على أبعاد التحركات الإيرانية في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي والتي ازدادت بشكل كبير في المرحلة الأخيرة" . |
|
تحد رئيس للأمن القومي وقال د.عادل سليمان المدير التنفيذي للمركز "إن التحركات الإيرانية تشكل تحديا رئيساً للأمن الإقليمي خاصة للمسارات الممثلة لعملية السلام والجهود الإقليمية والدولية لحل القضية الفلسطينية على أسس عادلة، بالإضافة إلى ما تتم إثارته من اضطرابات وقلاقل تهدد استقرار الدول كما يجري في الصومال واليمن والسودان".
وأضاف د عادل سليمان "تشير الأنشطة الاستخباراتية والعسكرية الإيرانية على حدود العالم العربي القلق الشديد، ولم تعد تلك الأنشطة خافية. وعلى صعيد آخر يتزايد الحضور الإيراني في المنطقة، وتتمتع بتسهيلات هامة في ميناء عصب المطل على باب المندب مع زيادة التعاون مع أريتريا، بالإضافة إلى التعاون العسكرى بين طهران والخرطوم وإقامة علاقات مع بعض الأطراف المتحاربة في الصومال، ثم أخيراً دعم الحوثيين في منطقة صعدة وشمال اليمن".
ورغم أن وسائل الإعلام الإيرانية تحاول تصوير الأمر على أنه مواجهة إسرائيلية– إيرانية إلا أن تحركات الدولتين في واقع الأمر تمثل تحديا مباشرا للمصالح المصرية والعربية والأمن الإقليمي عامة، بحسب ما قاله د. عادل سليمان.
وكشف محمد عباس ناجي وهو باحث متخصص فى الشؤون الايرانية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن "إيران تسعى إلى فتح ممرات بحرية وبرية تسهل الوصول إلى مناطق الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما منطقة الصراع العربي - الإسرائيلي، من خلال تأمين وجود إيراني بالقرب من الممرات البحرية، خصوصا البحر الأحمر وباب المندب، وهو ما يوفر ورقة تستطيع إيران استخدامها للتعامل مع السيناريوهات المحتملة لأزمة ملفها النووي، وعلي رأسها احتمال تعرضها لضربة عسكرية سواء من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو الاثنتين معا".
وحذر ناجي من أن الدور الإيراني علي الساحة الإفريقية، لا يتم عبر أدوات الدولة الرسمية ولا يسمح بإشراك الدولة بشكل مباشر، رغم أنه يلعب دورا في غاية الأهمية لخدمة أهداف السياسة الخارجية الإيرانية.
وقد أنتج ذلك ارتباكا واضحا لدى الأوساط السياسية ودوائر صنع القرار في العديد من عواصم العالم، فالوجود الإيراني واضح في هذه المنطقة لكن بعض أدواته غير مرئي.
وأكد أن هذا الدور الخفي تقوم به مؤسسات ما يسمى بـ"البنياد"، وهي مؤسسات خيرية تعمل بمعزل عن سيطرة الحكومة وتمثل كيانات اقتصادية عملاقة تناطح إمكانيات الدولة نفسها، مثل مؤسسة "المستضعفين"، و"الشهيد"، و"الإمام الرضا"، و"الخامس عشر من خرداد" وغيرها.
وتمارس هذه المؤسسات أنشطة كثيرة تمتد من التجارة إلى التصنيع ونشر الدعوة الدينية – السياسية وتقديم الخدمات الاجتماعية، وهي معفاة من الضرائب وتتبع المرشد الأعلى للجمهورية مباشرة.
ولفت الباحث إلى "أن مؤسسة إمداد الإمام (بنياد امداد امام) إحدى الأدوات التي تستخدمها إيران لتأمين وجودها في شرق إفريقيا، لاسيما لجهة دعم تأسيس مراكز شيعية في هذه المنطقة، مؤكدا "أن هذا الدور الحيوي الذي تمارسه مؤسسة إمداد الإمام يأتي في سياق السعي إلي تصدير الثورة الإيرانية إلي الخارج". |
|
تحركات يفرضها النظام الدولي وقلل د. جمال السيد ضلع وهو أستاذ في العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية التابع لجامعة القاهرة من أهمية التحركات الإيرانية فى شرق إفريقيا والقرن الإفريقى قائلا "إنها تحركات طبيعية يفرضها النظام الدولى عليها، ومن الناحية السياسية تحاول إيران تدعيم علاقاتها مع دول القارة كرد فعل للحصار والمقاطعة التى تمارسها السياسية الأمريكية ضدها.
وتحاول السياسة الإيرانية أن تنتشر حيث توجد السياسة الأمريكية بكل فاعليتها الاقتصادية والسياسية في محاولة لإفشال مخطط الحصار والمقاطعة (كما يظهر جليا في منطقة القرن الإفريقى)، فهي تركز على منطقة القرن الإفريقي التى حظيت باهتمام السياسة الأمريكية باعتبارها أحد أهم المداخل في أي ترتيبات في الشرق الأوسط".
وفيما يتعلق بردود أفعال دول منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي؛ وعلى وجه التحديد السودان وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وإريتريا وجيبوتي والصومال وتنزانيا وجزر القمر، يلاحظ، بصفة عامة، كما يرى د. جمال ضلع أن تلك الدول لها تقليدياً علاقات طبيعية مع إيران (باستثناء الصومال في الوقت الراهن) وتقوم تلك العلاقات على أساس الأهداف والمصالح المشتركة وتتنوع أوجه تلك العلاقات فيما بين السياسية والاقتصادية والعسكرية والدينية والثقافية.
وتحكم تلك العلاقات وما ينطوي عليها من أهداف ومصالح، العديد من اتفاقيات وبروتوكولات التعاون المشترك والمتبادل، ويبدو أن التحركات في هذا الشأن تخضع لحسابات العلاقات الدولية وبموجب قواعد القانون الدولي المرعية التي تنظم تلك العلاقات.
وأضاف أن إيران تتمتع بعلاقات جيدة مع أثيوبيا، اذ انها تمثل بالنسبة لها دولة ذات ثقل سياسى واقتصادي وتاريخي وديني، كما تحاول إيران أن تحل محل إسرائيل في أثيوبيا. ومن الناحية الاقتصادية تقدم إيران مساعدات إلى أثيوبيا في مجال الزراعة وبناء السدود.
|